كلمة رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية الشيخ حمود سعيد المخلافي بمناسبة الذكرى 63 لثورة 26 سبتمبر.

2025-09-25

كلمة رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية الشيخ حمود سعيد المخلافي بمناسبة الذكرى 63 لثورة 26 سبتمبر.


https://www.youtube.com/watch?v=DfxWDWfUDig


بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

سبتمبر مجيد وكل عام وأنتم بخير

وبعد:

يا شعب اليمن العظيم، تحلُّ علينا بكل فخرٍ واعتزاز، الذكرى الثالثةُ والستونَ لثورةِ السادسِ والعشرينَ من سبتمبر المجيدة، - تلك الثورة، التي صنعت مجدَ اليمنِ الجديد، وأنتجت جمهوريتنا الخالدة، - وانتشلتنا من قعر التخلف ووضعتنا على مشارف العصر الحديث.

وإنه ليحزننا كثيراً أن تحل هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا في مدينة تعز المكلومة - بفقدان واحدة من أشجع المقاتلين في معركة استعادة الحياة، الشهيدة افتهان محمد المشهري تقبلها الله في الفردوس الأعلى. - ولعله ما يجبر جرح مدينتنا، وصول العدالة إلى منفذي جريمة الاغتيال الآثمة، - رغم ما يشوب هذا الإنجاز من منغصات نُدرك جميعاً من يضعها في طريق انعتاق مدينتنا، - وسط إصرار أعدائها على إفراغ أحقادهم الدفينة، بقصد كسر إرادة تعز والمدافعين عنها بأي ثمن وهيهات هيهات.

إن خطوات تحقيق العدالة بالصورة التي رأيناها خلال اليومين الماضيين وانتهت بتحييد قاتل الشهيدة بالإضافة إلى القبض على المشتبه بهم في الضلوع في هذه الجريمة النكراً، أثبتت مدى كفاءة الأجهزة الأمنية والعسكرية مسنودة بالجهود الخيرة، وساهمت في تفويت الفرصة على المتربصين بالمحافظة لإحداث الفتنة بين ابنائها، وأدعو السلطة المحلية والقيادات الأمنية والعسكرية في المحافظة إلى مواصلة جهود الحملة العسكرية لإلقاء القبض على المتهمين بجرائم قتل مشابهة، واستكمال اللجنة الأمنية المشتركة أعمالها في تسوية  قضايا المنازل والعقارات التي لم تعد بعد لأصحابها لضمان إرساء السلام والاستقرار في مدينة تعز، وهو ما أكدنا عليه في بيان المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية المتصل بهذه القضية.

 

الإخوة والأخوات الأعزاء:

لم تكن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر حدثاً عابراً، بل محصلةُ جهودٍ وتضحياتٍ ورؤيةٍ ومعاناةٍ وإدراكٍ شاملٍ لحاجة شعبنا إلى مغادرة عهد الظلام والتخلف والبؤس والفقر والمرض، والانعتاق والتحرر من الاستعمار. لهذا سرعان ما اندلعت ثورة التحرير في الرابع عشر من أكتوبر مستندة إلى المدد الذي جاء من ثورة سبتمبر في تجسيد عظيم للانتماء المشترك لليمن من أقصاه إلى أقصاه، حتى عندما كان الوطن يتوزع على دويلات وإمارات ومشيخات وإمامة.

لقد واجهت الثورة حلفاً عنيداً من الأعداء الداخليين والخارجيين وانتصرت عليه بفضل إرادة الشعب اليمني ومقاومته الباسلة، وبفضل الإسناد الأخوي الكبير من مصر الشقيقة وجيشها.. وإن السر الحقيقي في انتصار إرادة شعبنا اليمني في تلك الفترة من الزمن، إنما يعود إلى المقاومة الشعبية التي تحررت في ذلك الوقت من الإملاءات والولاءات الضيقة، وقدمت قوافل المجاهدين من أبطال الحرس الوطني دروساً عظيمة في الكفاح والبذل والتضحيات الجسام في سبيل الوطن، وكان ذلك ثمناً مستحقاً لدخول العهد الجديد من التاريخ، عهد الجمهورية الذي توالت إنجازاته العظيمة وتوج بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو ألف وتسعمائة وتسعين ميلادية. 

يا شعب اليمن العظيم..

لم تكن العقود الستة من العهد الجمهوري، خاليةً من الصعوباتِ ولم تسلمْ من المؤامراتِ، وحالات عدم الاستقرار والصراعات، والأخطر من كل ذلك، التأثيرات الكارثية لنزعة الاستفراد بالسلطة، وتغذية التباينات بين مكونات المجتمع وتبديد مقدراته وتركيز المنافع السلطوية في يد فئات وجهات بعينها.

كل ذلك دفع بالبلاد إلى حافة الهاوية، وأغرى المتربصين بها ليعودوا بمشاريعهم التي دفنها شعبُنا، ورأينا كيف ساهمت الأنانيةُ السلطوية وسوء ممارسة السلطة والتفريط، ولن أزيد على ذلك، في فتح المجال أمام النزعات الانفصالية وطموحات الراغبين في إعادة الإمامة الذين يواصلون مساعيهم المغلفة بالخديعة وبالشعارات، ويخفون سلوكاً ممنهجاً لطمس معالم الجمهورية وسلطة الشعب وتعزيز الهويات الطائفية بدلاً من الهوية الوطنية والدينية الجامعة.

الاخوة الأعزاء:

إن التهديدات التي تُحدق بوطننا وجمهوريتنا ووحدتنا المباركة اليوم، هي التي دفعت أحرار اليمن لإعادة مشهد الكفاح الوطني، بتضحياتٍ تفوق تلك التي قدمها آباؤنا في معارك الدفاع عن الجمهورية الأولى، ومرة أخرى تثبت المقاومة الشعبية أنها الحصن الحصين لمكتسباتنا الوطنية، والدرع الواقي أمام أخطر التهديدات.

تشهد ساحات المعارك في تعز ومأرب والجوف والضالع وعدن وصعدة، على أن البطولة لم تمت وأن اليمنيين لم يفقدوا البوصلة أبداً، ولم ينخدعوا بشعارات الانقلابيين وداعميهم الخارجيين، وما بدلوا وما وهنوا رغم التضحيات ورغم الحصار والمؤامرات التي تطال المقاومة الشعبية والجيش، الذين عاهدوا الله والوطن على حماية الجمهورية والوحدة والتمسك بثوابت الدولة اليمنية حتى النصر مهما كانت التضحيات.

إننا في المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية نغتنم هذا المناسبة العظيمة، لنبين للشعب حقيقة ما نحن عليه اليوم، فالانسداد السياسي والعسكري، واقع عززه عجز النخب السياسية وتخاذل القادة والساسة والإقصاء المتعمد لخيار الكفاح المسلح والتراجع عن الوعود بخوض المعركة الحاسمة، مما يستوجب على أحرار اليمن التفكير بطريقة مناسبة لعبور هذا المأزق، بما يليق بكرامتهم وبعراقة دولتهم ومكانتها، والمراجعة المسؤولة والجدية للتفويض المفتوح للمتدخلين الخارجيين.

إن المقاومة كانت وستبقى في طليعة من يدافعون عن الثوابت الراسخة للجمهورية اليمنية، جنباً إلى جنب مع الجيش، ونتطلع معهاً لخوض المعركة الحاسمة، حتى إن كان ذلك يتم وسط ظروف بالغة الصعوبة بسبب الحيف الواقع على المقاتلين والمناضلين في ساحات البطولة والشرف، الذين ما يزالون رغم كل شيء متمسكين بالعهد على الكفاح من أجل تحرير اليمن وإعادة نفوذ الدولة وهزيمة الميلشيات والمشاريع السياسية المعادية للوطن.

وأخيراً ..

إن شعبنا قادر على بلوغ أهدافه ومغادرة مربع العجز المصطنع، ولنا في المؤشرات الإيجابية على الصعيد الاقتصادي والتحسن الملحوظ في سعر العملة الوطنية، ما يدلل على وجود إمكانية لإنفاذ إرادة الدولة وترجمة المعنى الحقيقي للسلطة الشرعية ومسؤولياتها الدستورية والقانونية، على قاعدة وحدة القرار السياسي ومنع التجاوزات غير المقبولة التي تمارسها أطرافٌ شريكة في السلطة.

 

على العهد باقون

المجد للثورة اليمنية الخالدة ولشهدائها وأبطالها

عاشت الجمهورية اليمنية

كل عام وأنتم بخير.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته