فكرة المقاومة


في تاريخ كل الشعوب، كل حركات التحرر الوطني، كان هدف فكرة " المقاومة" هو تمهيد الطريق لفكرة " الدولة". وحتى يتحقق ذلك الهدف؛ تظل فكرة المقاومة هي المبدأ التأسيسي للشعوب ومصدر المشروعية الأول. لا تولد الدوِّل من صالات التفاوض، ولا يمكن للمنطق الناعم أن يُفضي لمصير مأمون. وحدها كيانات الرفض الشعبي المعزز بالقوة، بمقدورها حراسة حلم الدولة ومدافعة المصائر المغشوشة.


إن كان هناك من خطأ في التقدير، رافق مسار الحرب في اليمن. فهو تحجيم فكرة المقاومة والمسارعة لمأسسة القوة المحاربة، قبل الوصول لفكرة الدولة أو الاقتراب من واقع سياسي ضامن لها. لا بأس بتنظِّم كتلة المقاومة واعتبارها مؤسسة دفاعية رسمية ومحاربة. لكن روح المقاومة، كان يجب أن تظلّ متقدة، جدير بالمقاوم أن يظلّ متأهبًا طوال الخط. فلا يوجد مجتمع حيّ يركن للطمأنينة ويُسلم مصيره لوعود سلام كلها محاطة بالسراب.